بن «حبريش» يشعل نار الفتنه بين قبائل حضرموت.. سيبان تغضب والحكومة تتفرج

النقابي الجنوبي/خاص
تسببت التحركات الأخيره التي قام بها “عمرو بن حبريش” واتباعه بأزمة قبلية وفتنة مجتمعية قد تجعل هضبة حضرموت على صفيح ساخن وبؤرة من بؤر الفوضى للنيل من الاستقرار والسلام والوئام التي تعيشه محافظة حضرموت.
خيمة ضرار
كانت بداية الفتنة المدروسة والممنهجة عندما تظاهر الوكيل الأول لمحافظة حضرموت “عمرو بن حبريش” ان السلطات المركزية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي تعمدت ظلم محافظة حضرموت واحرمتها من حقوقها المشروعة وعائدات النفط المحلية لكن ووفق مراقبون للوضع إن النية كانت مبيته من قبل “عمرو بن حبريش” ومن معه للتمرد على السلطات المحلية لغاية في نفس “عمرو” ترجع لخلافات على المخصصات والصلاحيات السلطوية التي قام المحافظ الحالي للمحافظة “مبخوت مبارك بن ماضي” بتقليصها وسحبه منه.
وهو ما دفع الوكيل إلى نصب خيام التمرد في هضبة حضرموت وحشد اتباعه والمغرر بهم فيها من كل المديريات في تجمعات معارضة مع ومن ثم التصعيد المرحلي ضد السلطات المحلية المدنية والعسكرية وحتى التحالف العربي في ساحل حضرموت على وجه الخصوص.
التقطع للقاطرات
بعد ما يقرب من نصف عام من التجمهر المسلح داخل الخيام اتخذ المتمردون بزعامة بن “حبريش” قرارات جديده بهدف الضغط على السلطات في محافظة حضرموت للتنازل لهم وتحقيق رغباتهم التي أصبحت تتطور وتعجيزية ولتحقيق ذلك قام المتمردون بأوامر بن “حبريش” نفسه وهو قيادي بالسلطة بنصب قطاعات مسلحة في بداية الأمر حوالي شركة بترو مسيلة لمنع تزويد الشركة القطاعات الخدمية بالوقود من ديزل ومازوت وبالفعل تسببت هذه الكماين المسلحة بانهيار خدمة الكهرباء والمياه من خلال احتجاز حصتها التشغيلية وتأخيرها في الطرقات العامة كما تقول الجهات الرسمية ولم يكتفي جماعة بن “حبريش” عند هذا الحد فقاموا المتمردين بنشر كماينهم إلى الطرق الدولية لخنق العاصمة عدن وباقي المحافظات المحررة تموينيا والذي انتج كذلك هذا التصرف وضعا مأساويا وخروج منظومة الكهرباء عن الخدمة لساعات وأيام طويلة بفعل نقص المخزون من المشتقات النفطية وظلت الحكومة اليمنية تتفرج على المشهد ولم تتخذ شيئا او تحرك ساكنا حتى بات يكبر ويتخذ أشكالا أخرى من الأمور الفوضوية وغير القانونية في حضرموت.
فتح معسكرات مشبوهة
في يوم الأحد، الموافق 29 يونيو 2025م ، أصدر “عمرو بن حبريش” الذي يسمي نفسه رئيس حلف قبائل حضرموت، والقائد الأعلى لقوات حماية حضرموت رغم سحب الثقة من مختلف القبائل الحضرمية قرار شخصي رقم 2 لعام 2025م، قضى بتشكيل اللواء الأول من قوات حماية حضرموت، وعين بن “حبريش” دون مصوغات قانونية أو رسمية وخارج أطر وزارة الدفاع والداخلية بشكلا كامل.
1- العميد ركن : الجويد سالمين علي بارشيد – قائد اللواء.
2- العميد : أمان خميس أمان الحبشي – أركان اللواء.
3- العميد :صالح حيمد عمرو العليي – عمليات اللواء.
وتعد هذه القوات شكلية ولا تمارس أي مهمات وفق مصلحة عامة ووطنية ومعسكرات غامضة الولاء والتوجه ويعتبرها معظم أبناء حضرموت مشبوهة وتعمل وفق أجندات قوى معادية للبلاد.
الجيش يتبرأ ويحذر منها
وفي عدة اجتماعات عسكرية حكومية تعقدها اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت تبرأت المنطقة العسكرية الثانية من هذه المعسكرات واعتبرتها موازية لها ومخالفة وغير قانونية وحذرت من الانخراط فيها كونها غير نظامية ومصيرها الفشل وفي آخر تحذيراتها قالت اللجنة الأمنية “بأن الدولة هي التي تنشئ القوات المسلحة والشرطة والأمن، وهي ملك للشعب كله، ومهمتها حماية الوطن”.. مؤكدة “ان القوات المسلحة تعد مؤسسة عسكرية نظامية، والأمن مؤسسة مدنية نظامية جميعها تخضعان للدستور والقانون والدولة”.
وشددت على أنه “لا يجوز لأي هيئة أو فرد أو جماعة أو تنظيم أو حزب سياسي إنشاء قوات أو تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية لأي غرض كان وتحت أي مسمى”. وخرج قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء ركن طالب بارجاش بتصريح حاسم حذر فيه من خطورة الاقدام على أي عملية تسجيل وإنشاء لتشكيلات عسكرية وأمنية خارج نطاق القوات المسلحة والأمن، لافتا إلى أن مثل هذه الافكار ستؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى وهو مالم نسمح به حد قوله.
وأكد أن قيادة المنطقة العسكرية الثانية لن تسمح بإدخال حضرموت في دوامة صراع وتصادم للمليشيات والتجمعات العسكرية غير القانونية، وانها ستبذل الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على المكتسبات العسكرية والأمنية التي تحققت.
وأشار إلى أن قيادة المنطقة العسكرية الثانية لن تتهاون في التصدي لأي محاولات لزعزعة استقرار وطمأنينة الوطن والمواطن. وأضاف قائد الجيش هناك أن التجنيد خارج إطار مؤسستي الأمن والدفاع مرفوضا رفضا قاطعا ولن يسمح به، لافتًا إلى أن أي طلبات للتجنيد يجب ألا تتم إلا وفقا للدستور والقانون وعبر المؤسسات الرسمية للدولة، ولن يسمح بغير ذلك مطلقا.
ودعت اللجنة العسكرية جميع الضباط والصف والجنود المفرغين خارج وحداتهم العسكرية والأمنية العودة الفورية إلى وحداتهم، مؤكدا أن قيادتي المنطقة العسكرية الثانية والأمن والشرطة ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المتخلفين عن الالتحاق بوحداتهم العسكرية إلا أن اللجنة اكتفت بالكلام دون الفعل في نظر الكثيرين وبات المتمردين يضربون عرض الحائط بكل هذه التحذيرات الأمنية.
سيبان تغضب
من جانبها واتجاه هذه التحركات والاستفزازات والاقصاءات التي يقوم بها بن “حبريش” والتي وصلت إلى حد أخذ أراضي القبائل المجاورة وقيام معسكراته الخاصة عليها تداعت قبائل سيبان وهي أكبر القبائل الحضرمية من حيث الرجال والإنتشار على الأرض وخرجت عن صمتها وحملت السلاح واقامت لها نقاط قبلية خاصة في هضبة حضرموت بعد ماقالت ان جميع المساعي للتفاهمات والحلول السلمية وفق الاعراف والأسلاف القبيلية قد وصلت إلى طريق مسدود وحملت في بيان صدر عنها الخميس 10 يوليو 2025 بن “حبريش” ومن معه المسؤولية الكاملة عما قد يحدث من صدام قبلي.
ودعت باقي القبائل التي لها أفراد معه في معسكراته على أرض العصارنة سيبان سحبهم منها حفاظا على التآخي والجيرة ونبذ الظلم.
وهذه المستجدات توحي بأن هضبة حضرموت قد تدخل منعطف خطير وستكون على فوهة بركان في حال لم تتدخل الجهات الحكومية من منطلق مسؤوليتها الاخلاقية والوطنية.