اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

رحيل “سندباد التراث السوري” يطوي راية الرقة ويغادر الخشبة بصمت

 

 

النقابي الجنوبي – متابعات

 

فقدت الساحة الثقافية السورية والعربية أحد أعمدتها برحيل الفنان إسماعيل العجيلي، مؤسس “فرقة الرقة للفنون الشعبية”، عن عمر ناهز الـ76 عامًا، بعد مسيرة حافلة بنقل التراث السوري من ضفاف الفرات إلى أضواء مسارح العالم.

 

الراحل الذي ولد في مدينة الرقة عام 1949، شكّل علامة فارقة في عالم الفنون الشعبية، إذ جمع بين الحرفية العالية والإحساس الفني العميق، وكان من أوائل من حملوا التراث السوري إلى المحافل الإقليمية والدولية، ممثلًا بلاده بأصالة نادرة.

 

في عام 1968، أطلق العجيلي “فرقة الرقة”، والتي سرعان ما تحولت إلى واجهة ثقافية لسوريا، حيث شاركت في مهرجانات عربية وعالمية بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة. وعلى الرغم من التوقف القسري للفرقة خلال سنوات الحرب، أعاد العجيلي بعثها من جديد بعد سقوط نظام الأسد، لتُحيي الحفلات في عدد من المحافظات السورية، منها دمشق، اللاذقية، حمص، حماة، السويداء وطرطوس.

 

كما تعاون العجيلي خلال مسيرته مع نخبة من كبار الفنانين السوريين والعرب، بينهم زكي ناصيف، إيلي شويري، شربل روحانا، إحسان المنذر، سمير كويفاتي، ميادة بسيليس، غسان صليبا، إلياس كرم، علي حليحل، وعاصم سكر.

 

وقدّمت فرقته عروضًا مسرحية وغنائية خالدة من بينها:

“قمر على الشرق”، “ليل البوادي”، “الصحراوية”، “قصر البنات”، “برج عليا”، “عرس الصبايا”، “عرس الغيوم”، “صيد الحباري”، و”ليل العشاير”.

 

وكانت “فرقة الرقة” أشبه بسفارة ثقافية متنقلة، شاركت في مهرجانات عالمية منها مهرجان الأسفار والسياحة، حاصدةً جوائز مرموقة في مدريد (1985)، باريس (1987)، لندن (1988)، وميلانو (1989)، إلى جانب حضور فني في العديد من العواصم العربية والأوروبية والأمريكية.

 

برحيل إسماعيل العجيلي، تطوى صفحة رجل جعل من الفن الشعبي رسالة وهوية، وأبقى الفرات راقصًا على المسرح حين كان كل شيء يغرق في الصمت.

 

زر الذهاب إلى الأعلى