اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

حين يصبح رجل واحد سورا للناس

 

كتب / بسمة نصر

 

في زمن تتشابه فيه الوجوه وتضيع فيه الحقائق، هناك رجال لا يحتاجون إلى تعريف… يكفي أن يذكر اسمهم، فتقف أمامه الذاكرة احتراما.

شلال شايع ليس مجرد اسم في سجل القيادات… إنه موقف، وسيرة، ورمز لرجل حمل فوق كتفيه مسؤولية أكبر من كل المناصب.

 

لم يأت من بوابة التنظير ولا من خلف طاولات السياسة. أتى من الميدان… حيث البارود هو الحبر، والدم هو التوقيع، والمبدأ لا يباع.

كان حيث يجب أن يكون… في أول الصفوف، في عمق المعركة، في قلب النار. لا يساوم، لا يتردد، لا يخذل.

 

قائد لا يعرف النوم حين يخاف الناس، ولا يتوارى حين يدق الخطر الأبواب.

كان صوته أمانا، ووجهه ثباتا، ووجوده رسالة واضحة:

“لا خوف… ما دام بيننا من يقف هكذا”.

 

أعاد للمؤسسة الأمنية هيبتها، لا بالشعارات، بل بالفعل الصادق. لم يكن مجرد مدير، بل كان جنديّا يعمل بصمت، وقائدا يسمع أكثر مما يتكلم.

في زمن كانت المدن تخطف من بين أيدي أهلها، وقف شلال كالسد، كالصوت الأخير الذي لا يهزم.

 

تعرض لمحاولات اغتيال، وواجه حملات إعلامية، وتحمل خيانات قريبة… لكنه ظل واقفا، لأن القادة الحقيقيين لا يسقطون بالضرب، بل يسقطون فقط إذا تخلوا عن قيمهم.

الناس في الشارع يعرفونه. لا يحتاجون لمن يشرح. فهم رأوه حين كان الجميع يختبئ. سمعوه حين سكت الجميع. وكان معهم حين تخلى الآخرون.

 

في الختام…

 

ليس كل قائد يصير رمزا.

وليس كل رتبة تصنع قيمة.

لكن شلال شايع كان استثناء… رجلا كتب في قلب الناس لا في أرشيف المناصب.

 

القادة أنواع، وشلال شايع من النوع الذي لا ينسى… لأنه ببساطة: لم يخطئ في اختيار معركته، ولم يخطئ الناس في اختياره قائدا.

زر الذهاب إلى الأعلى