اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

تحليل نظري للمقطع المرئي للمدعو أمجد خالد

 

علي محمد سيقلي

المادة الفيلمية الصادرة عن المدعو أمجد خالد، والذي يُوصف بأنه أحد العناصر المصنّفة أمنياً ومطلوبة في قضايا إرهابية، يكشف عن عدة مستويات من الرسائل والدوافع السياسية والأمنية والنفسية المتداخلة، ويمكن تفكيكها إلى المحاور التالية:

أولًا: محاولة التلاعب بالرأي العام بلغة الضحية

الافتتاح بالاعتذار والعبارات الدينية («الحمد لله والصلاة والسلام… أعتذر… يوم فرحة»)، ليست سوى مدخلٍ عاطفي لاستعطاف الجمهور، وخلق إحساس بالمظلومية، وهي تقنية كلاسيكية يُتقنها الكثير من قادة الجماعات المسلحة أو الخارجة عن النظام.

يحاول أن يُقدم نفسه كضحية للغدر من قيادة حزب الإصلاح، وليس كمتهم بجرائم أو ممارسات خطيرة، وهو قلب متعمد للمعادلة.
ثانيًا: الاتهام المباشر والمبطّن لحزب الإصلاح

وصفه للاحتجاز الذي تعرض له على يد «أبو بكر الجبولي» بأنه غدر ومكيدة، وتحميل قيادة الإصلاح مسؤولية ذلك، يكشف عن شرخ كبير في العلاقة بينه وبين الجناح الذي كان على ارتباط به داخل الحزب.

وجود عبارات مثل: “كلام جميل والفعل قبيح” و”نتمنى أن الغسيل ما ينتشر” تشير إلى محاولة ابتزاز سياسي غير مباشر لقيادة الحزب من خلال التهديد بكشف أسرارهم واتفاقاتهم.

ثالثًا: تلميحات واضحة بامتلاك تسجيلات وفضائح

يقول بوضوح أنه يمتلك توثيقات وتسجيلات للاتفاقات بينه وبين قيادات في حزب الإصلاح، وهذه لهجة تهديد مبطّن بالفضح الإعلامي أو الأمني.

هذه العبارة المفتاحية: “عندي توثيقات… وسأضطر لإيضاحها للناس”، تعني ببساطة: “إما أن تتوقفوا عن استهدافي أو سأُسقطكم معي”، وهو ما يُعرف بتكتيك “تفجير السفينة” أو سياسة الأرض المحروقة إعلاميًا.

رابعًا: توظيف اللغة القَبَلية والدينية

يخاطب القيادات ويُشير إلى “مشايخنا وقيادتنا”، في محاولة لربط نفسه ببُعد اجتماعي تقليدي يوفر له بعض الحماية أو يخفف من وقع الاتهامات.

إشارته إلى “اليوم الفضيل” و”تبرئة الذمة أمام الله” تُوظف لكسب تأييد شعبي متدين، حتى لو كان سلوكه عكس ذلك.

خامسًا: تشكيك في النوايا الأمنية للخصوم

يقول إنهم يُتهمون بأنهم “خلية حوثية” وهذا غير صحيح من وجهة نظره، ويُكرر بأنه كانت هناك “عهود واتفاقات”، أي أنه يريد أن يقول: إذا كنا خلية حوثية فأنتم كنتم شركاء في التفاهم معنا.

هذه استراتيجية دفاعية خطيرة؛ فهي تقلب الاتهام على من أطلقه، وتُلمح إلى وجود اختراقات متبادلة.

سادسًا: استدعاء “الغدر” كقصة متكررة

إشارته إلى أن هذه “المرة الثانية” بعد “غدر الأخ أبو بكر” توحي بأنه يبني سردية عن تعرضه المتكرر للخيانة، وهي محاولة لكسب شرعية استمرار التمرد أو الرد، وقد تُستخدم لاحقًا كمبرر لأي تصعيد أو تفجير أمني.

سابعًا: خطاب تهديد مباشر وليس دفاعيًا

الخطاب مليء بـ الإنذارات: “ما لم… سنفضح”، “ما لم… فأنتم من بدأ”، “نتمنى ألا ينتشر الغسيل”، وكلها تؤكد أنه لا يتحدث من موقع ضعف، بل يُهدد مباشرة قيادة الإصلاح ويضعهم تحت ضغط أمني وشعبي.

ثامنًا: كشف غير مباشر لشبكة دعم وتواطؤ داخلي

يقول إن “معظم الأمور كانت معروفة لحزب الإصلاح”، وإن “بعض أصحابكم متواصلين معنا”، في إشارة صريحة إلى وجود تواطؤ داخل الحزب أو دعم سابق له.

هذه فقرة خطيرة لأنها تُظهر أن الرجل ليس منفصلاً عن المنظومة السياسية، بل كان جزءًا منها، وربما ما زال له أذرع داخلها.

خلاصة ما وراء الأكمة:

1. محاولة ضغط سياسي وإعلامي على حزب الإصلاح لوقف استهدافه، أو إعادة تسوية العلاقة معه.

2. تهديد صريح بكشف فضائح وارتباطات قد تُسبب حرجًا كبيرًا للحزب أمام الرأي العام أو أمام خصومه المحليين والإقليميين.

3. استخدام ذكي للخطاب الديني والقبلي والعاطفي لصنع صورة “القائد الغيور المظلوم”.

4. إثبات أن هناك شبكة دعم متغلغلة قد تكون قائمة حتى اللحظة داخل منظومات أمنية أو سياسية شمالية.

علي محمد سيقلي

زر الذهاب إلى الأعلى