ثروت جيزاني يحذر في مقاله “البيئة البحرية….. ليست أولوية”

كتب/ ثروت جيزاني
تعد البيئة البحرية مصدرا مهما ومتجددا منحها الباري سبحانه تعالى للإنسان ولم نحافظ عليها كما يجب .وتعتبر البحار والمحيطات المسئولة عن تكوين مانسبته 50% من الأكسجين الذي يتنفسه الإنسان، تنتجة الطحالب والنباتات المائية ومن عملية التبخر للمحيطات والبحار التي تنتج عنها الأمطار.
وحددت دراسات علمية متخصصة نشرت في مواقع متخصصة ، بإن المحيطات هي موطن حوالي 80% من الكائنات الحية على الأرض. وبالإضافة للخيرات والثروات التي يستخرجها الإنسان من البيئة البحرية، هناك التجارة البحرية التي تمثل حوالي 90% من تجارة العالم، وتبلغ عائداتها السنوية 500 مليار دولار.
فالعالم ينفق مليارات الدولارات لعقد المؤتمرات وإقامة الندوات وورش العمل الدولية والأقليمية والمحلية، وكلها تستهدف صحة البيئة وتحديدا البيئة البحرية (73٪ من مساحة الكرة الأرضية) وتشارك وفودنا المتخصصة في كل تلك الفعاليات ، ولكن نسمع كل تلك الجعجعه ولم نرى طحين حتى الأن.
فالبيئة البحرية في شواطئنا تزخر بالملوثات منذ عقدين من الزمان ، في ظل تأخير كبير بتنفيذ مشاريع إعادة تشغيل محطات المعالجة لمياه الصرف غير المعالج ، والتي بسببه تضررت البيئة البحرية أشد تضرر .
عشرات الآلاف من المترات المكعبة يوميا من مياه الصرف غير المعالج تتدفق سيولا إلى مياه البحر متسببة بأكبر عملية تلويث للبيئة البحرية ، تتعرض لها بحار مديريات عدن ، بإنتظار انعتاق تلك البحار واستكمال تمديد وربط شبكات مياه المجاري إلى احواض المعالجة في منطقة العريش مديرية خورمكسر .
وفي مديرية صيرة فقط كنموذج ، مازالت الأعمال جارية فيها ولم تستكمل حتى الأن وفيها تتدفق حوالي 25000متر مكعب من مياه الصرف غير المعالج يوميا وعلى مدى عقدين تلك الكميات تستقبلها شواطئ صيرة الضحلة ، لتنذر بكارثة للبيئة البحرية لاتحمد عقباها .
لايحتاج الأمر إلى متخصصين بعلوم البحار والبيئة البحرية ليعلموا مقدار التلوث ، فلون البحر والذي كان يعكس لون السماء الزرقاء اضحى بلون مياه الصرف غير المعالج ، والرائحة المنبعثة منه لاتخطئها انف ، ناهيك عن الأضرار الأخرى في أعماق البيئة البحرية والتي تتعرض إلى خطر داهم ،و بإستمرارها سيغير حتما من طبيعة البحر نفسه ويحولها من بحار تعج بالحياة المتنوعة إلى بحار تكاد تحشر في قائمة البحار الميتة .
مازال الأمل يحذوا الجميع في استكمال ربط شبكات مياه الصرف والذي نتمناه أن يكون صحيا ، حتى تستعيد بحار عدن عافيتها ، وان نلمس (اهتماما استثنائيا) بالبيئة البحرية وسلامتها ، فخيرات البحار لايساويها النفط. ولاالغاز فهي خيرات متجددة معطاءة لاتحتاج الا لعقول تستوعب أهمية سلامتها ودورها في اقتصاديات الاوطان .
نتمنى أن يكون عام 2025م بداية صحوة بيئية ، تتجاوز فيها كل تلك المعضلات والتي تراكمت على مدى عقود ، وان تستكمل اعمال ربط شبكات مياه الصرف الصحي لتتوجه الى احواض المعالجة ، وان تختفي تلك الأكوام من المخلفات البلاستيكية من شواطئنا ، وان تُفعل القوانين واللوائح والتي تعنى بالحفاظ على البيئة البحرية ،وتعود لشواطئ عدن نظارتها والقها التي تستحقه .
ثروت جيزاني