اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
اخبار وتقارير

(جامعة عدن).. من صرح علمي شامخ إلى وكر للمناطقية.. (الخضر لصور).. لوبي فساد ينخر  جسد الجامعة

 

يبدو أن لا حدود للعبث المخيف الذي تمارسه رئاسة جامعة عدن بقيادة الخضر ناصر لصور بحق الجامعة، ولا جدوى من انتظار ساعة تعقل ما يمكن أن تساور الرجل ليسعه معها التوقف ولو قليلاً مع ذاته العنصرية، وما تنتهجه من سياسات تدميرية انحدرت بالجامعة إلى مستوى متدني مفزع، وعصفت بسمعتها الأكاديمية.

 

مناطقية لا تبقي ولا تذر

كانت جامعة عدن يوماً ما منارة للعلم لا تضاهي وصرحاً معرفياً يقصده الطلاب من مختلف دول المنطقة، لكنها اليوم تعيش وضعًا مزريًا وتكابد سقوطاً مدوياً على مختلف الأصعدة ومن كل المستويات، وأضحت الجامعة، تحت قيادة رئيسها الخضر لصور، وكراً للفساد والمناطقية بفعل ممارساته العابثة وغير المسؤولة، وتحيزاته العنصرية التي لا تراعي أدنى المعايير العلمية والأكاديمية.

لم يكن انحطاط الحالة التعليمية في الجامعة صدفة عابرة، بل نتيجة ضرورية لنهج إدارة فاسدة لا تعاني من انعدام الرؤية والتخطيط فحسب، بل ومثقلة بنزعة مناطقية عصبوية ضيقة. تبدأ الأسباب بالقرارات غير المدروسة التي تُتخذ بشكل تعسفي، دون مراعاة للكفاءات الأكاديمية أو المعايير العلمية، وعدم الاهتمام بتطوير المناهج، ولا تنتهي بالإقصاء الممنهج للكفاءات.

استبدال مريع للمعايير العلمية والأكاديمية

لم يدرك الخضر لصور أنه يشغل منصب أحد أهم وأكبر الصروح العلمية في البلاد، فبدلاً من أن يكون قدوة في النزاهة والموضوعية، راح يستغل نفوذه لتحقيق أغراض مناطقية وعنصرية فجة، متجاهلاً المعايير العلمية والأكاديمية التي ينبغي أن تكون أساس التعيينات في الجامعة. فلدى “لصور” دائماً معاييره الخاصة في التعيينات الوظيفية، ليس من بينها معيار واحد مما هو معمول به في جامعات العالم.. فقائمة التعيينات التي قام بها تكشف عن تفضيله الواضح لأبناء مناطق بعينها، يتجاوز عدد المعينين منهم العشرات إن لم يكن المئات، وتهميش أبناء باقي المناطق والمحافظات الأخرى.

قائمة كبيرة بأسماء من عينهم رئيس الجامعة في مناصب قيادية وإدارية وأكاديمية بجامعة عدن مؤخراً، فاتضح على إثرها حجم التحيز المناطقي الذي ينتهجه لصور. وتظهر القائمة أن غالبية التعيينات في المناصب العليا بجامعة عدن تذهب لمناطق معينة في محافظة أبين، مما يعكس سياسة تمييزية واضحة، وتضم أسماء عدة مسؤولين تم تعيينهم في رئاسة الجامعة وعمادات الكليات التابعة للجامعة بناءً على ولاءاتهم المناطقية والحزبية وليس على مؤهلاتهم العلمية أو خبراتهم الأكاديمية.

هذه الأسماء ليست مجرد أرقام، بل دليل دامغ على استغلال النفوذ لخدمة أغراض شخصية ومناطقية ضيقة. وقد أدى هذا التوجه العنصري إلى الإضرار بسمعة الجامعة وإضعاف بنيتها الأكاديمية، كما قاد إلى هجرة واسعة للكفاءات وأحدث تدهوراً حاداً في مستوى التعليم والبحث العلمي.

 

شواهد على العنصرية

لم تتوقف عنصرية لصور عند تفضيلاتها المناطقية، بل امتدت لإقصاء الكفاءات والمؤهلين من أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى وبشكل ممنهج، مستبدلة العديد من الأكاديميين البارزين منهم بآخرين مقربين، لمجرد أنهم ليسوا من دائرة المحسوبية الخاصة برئيس الجامعة.

تعيينات عنصرية قام بها الخضر لصور كانت سبباً في سقوط جامعة عدن من المؤشرات العربية والعالمية وسط تساؤلات عديدة لمجلس القيادة الرئاسي: “هل حان الوقت لإعادة هيكلة جامعة عدن وتغيير “هامورها” الخضر لصور وزبانيته، الذين تم تعيينهم من قِبل رئيس الجامعة بدافع المناطقية والمحسوبية، وهم:

وأشار إلى أن الكشف السابق من غير رؤساء الأقسام العلمية في الكليات لكون عددهم كبير جداً، مطالباً بضرورة إشراك كل أبناء المحافظات الجنوبية في المناصب القيادية بديوان جامعة عدن.

التجلي الأخير للسقوط

لم يكن سقوط جامعة عدن من التصنيفات العربية إلا آخر تجليات الفشل الذي أتبعتها إدارة الخضر لصور، لكنه لم يكن أمراً مفاجئًا بالنظر إلى الفوضى الإدارية والفساد المستشري داخل أروقتها، حيث لم يتسبب هذا السقوط بضرب سمعة الجامعة فحسب، بل أضر بمستقبل طلابها الذين حرموا من فرص تعليمية وتوظيفية هامة. ولإنقاذها يتطلب الأمر تطبيق معايير دولية لتصنيف الجامعات، والتي تركز على الكفاءة العلمية والأكاديمية في التوظيف والإدارة.

هذا ما لا يمكن حدوثه مع رئاسة الجامعة الحالية التي صار العبث جزءًا أساسيًا من سياساتها المتبعة، وصارت تتخذ التدمير كنهج وأسلوب، لذا فكل خطوة إصلاح لا تسبقها إقالة فورية للخضر لصور وإيقاف العبث المدمر الذي يمارسه، وإحالته إلى التحقيق، ليست ذات جدوى حقيقية ولن تقود إلى أي شيء.

 ملفات فساد

تعاني جامعة عدن اليوم، مع فساد ينخر مستشرٍ ينخر جسد جميع الكليات والمرافق الأكاديمية التابعة لها، كان ضحيته في المقام الأول أساتذة وأكاديميون من الإقصاء والتهميش والعنصرية والمحسوبية، وهو دفع موظفي جامعة عدن ومتعاقديها إلى تنفيذ عشرات الوقفات الاحتجاجية لرفع الظلم عنهم، وإعادة الاعتبار للجامعة.

موظفو جامعة عدن ومتعاقدوها شكوا خلال وقفاتهم الاحتجاجية أيضاً، الإهمال المتعمد الذي طالهم، من رئاسة الجامعة بدرجة رئيسة، بتأخر مستحقاتهم، وعدم اعتماد بعضهم رسمياً أو تثبيتهم، مشيرين إلى أن منهم من أكمل برنامجي الماجستير والدكتوراه ولا تتجاوز مرتباتهم الـ15000 ريال يمني، ويعانون أوضاعاً معيشية صعبة، بالرغم من الإيرادات الطائلة التي تتحصلها الجامعة من رسوم النفقات الخاصة والموازي، والدراسات العليا والتعليم المستمر.

وفي تصريح سابق، أكد رئيس نقابة موظفي ومتعاقدي جامعة عدن أديب عبدالكريم استمرار الوقفات التصعيدية في جميع كليات جامعة عدن، مندداً بعملية البسط على حرم وأراضي جامعة عدن ومن بينها أراضي كلية ناصر للعلوم الزراعية المخصصة للأبحاث العلمية والمنشئات الأكاديمية الجديدة فيها.

وطالب الجهات الحكومية المعنية بإطلاق سراح مشروع جامعة لحج والبدء بتنفيذه بعد أن اكتملت وأقرت الدراسات لتنفيذ المشروع أسوة بجامعة أبين والجامعات الأخرى.

تقرير سابق لوكالة سبوتينيك الروسية كشف حجم الفساد المستشري بجامعة عدن، ومقدار تلاعب الفاسدين بأموال الجامعة ومواردها بطرق مفزعة وصادمة؛ حيث وصل الفساد إلى ارقام فلكية.

وعدد تقرير الوكالة الروسية ملفات الفساد وقوائم بأسماء الفاسدين بجامعة عدن تمهيداً لمساءلتهم قانونيا، كما أثبت اختلست مئات آلاف الدولارات لمسؤولين في الجامعة.

واتهمت القائمة أيضاً عمداء الكليات، ومدراء عدة مراكز علمية، باختلاس أكثر من نصف موارد الكليات للنفقة الخاصة والرسوم الطلابية المختلفة ورسوم البطائق ومن الموازنة التشغيلية والمنح والهبات، إلى جانب دائرة الشؤون المالية بالجامعة (لحصولهم على مبالغ شهرية ثابته كمكافآت وحوافز وبدلات مختلفة، ورشى لتمرير الصرفيات والفواتير والنفقات).

 

لماذا إقالة لصور ضرورة؟

 

لإصلاح الاختلالات الرهيبة التي أوصلت جامعة عدن إلى ما وصلت إليه من تدني وانحطاط، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يستلزم بالضرورة إقالة صارمة للصور وفريقه واستبدالهم بقيادة نزيهة تلتزم بالمعايير الأكاديمية الدولية وتعمل على إعادة بناء ثقة المجتمع الأكاديمي والطلابي.

إن استمرار هذا الرجل “الكارثة” في منصبه ينذر بكارثة تعليمية وإنسانية من الدرجة الأولى، لذا فإن تغييره ليست خطوة ضرورية للحفاظ على سمعة الجامعة فقط، بل أيضًا لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة من الطلاب.

رسالة أخيرة لعلها تصل

إن التحديات التي تواجهها جامعة عدن تتطلب إجراءات فورية وجذرية لإعادة بنائها كصرح تعليمي متميز، فالتغيير الفوري في القيادة، وتعزيز الرقابة والمحاسبة، وتحسين البيئة الأكاديمية، وتحقيق العدالة والمساواة، يسبقها تشكيل لجنة مستقلة من الخبراء الأكاديميين والنزيهين لضمان تعيين شخصيات كفؤة ومؤهلة تضع مصلحة الجامعة فوق أي اعتبار آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى