ابو شادي يكتب.. هناك الكثير من الطلاب يمرون في أسوء الظروف و أشد المعاناة

النقابي الجنوبي|| كتب محمد مقبل ابو شادي
لا يزال أخواني الطلاب من أبناء الضالع و غيرها من المحافظات، الدارسين في كليات جامعة عدن و غيرها من المعاهد و الكليات، يعانون من صعوبة العيش و الحياة، و غير قادرين على تحمل نفقات الدراسة في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد..
هناك الكثير من الطلاب يمرون في أسوء الظروف و أشد المعاناة، ففي الوقت الذي يستطيع فيه بعض الطلاب الذين يحصلون على تمويل من أقاربهم الميسورين أو إخوانهم المنتسبين لبعض الألوية و الوحدات العسكرية التي يتقاضى منتسبيها 1000 ريال سعودي شهريًا..
إلا أن هناك الكثير من الطلاب لا تملك أسرهم أي مصدر دخل غير راتب في التربية لا يتعدى 200 ريال سعودي، أو راتب عسكري في الجيش، مع هذا تقع على تلك الأسر التزامات و مسؤليات كبيرة في توفير المواد الغذائية و الدواء و الملابس، ناهيك عن الصرف على أولادهم الذين يدرسون في الجامعات..
ما حيلة معلم يستلم 80 ألف ريال لديه إبنه الأكبر يدرس في عدن، و لديه سبعة أولاد صغار يعيلهم؟!
كيف يستطيع هذا المكلوم أن يعيش في ظل الوضع الذي تشتد فيه الأزلمات و تتوالى فيه النكبات..
أوجه هذه الرسالة لقيادتنا الجنوبية و للرئيس القائد عيدروس الزبيدي، الذي أثق فيه جيدًا بأنه سيقف إلى جانب اولئك الذين يتضورون جوعًا و تختلط دموع معاناتهم بالعرق المتصبب من أجسادهم نتيجة الحر الشديد، و الذين يعانون بصمت و أقسم بالله، أني بكيت حين أخبرني أحدهم بأنه يتناول وجبة واحدة في اليوم فقط أرز مع قليل من الماء لأنه لا يملك قيمة الوجبات الأخرى التي يقوم بحذفها..
هؤلاء الذين يعانون و يتألمون و يقاسون أشد الظروف، منهم سيكون المهندس الذي سيصمم لنا مدن المستقبل و يشرف على تنفيذها..
من هؤلاء سيكون الطبيب الذي سيعالجنا و يهتم بصحتنا و صحة أولادنا..
من هؤلاء سيكون المدير و المحاسب و السياسي و المحامي و القاضي، فهم عماد المستقبل و الأمل بالنهوض في هذا الوطن ذات يوم..
أخي الرئيس القائد، أعلم جيدًا بأنك لا تجد فرصة أو وقت لراحة نفسك، و أنت تنام أقل من ساعتين نظرًا لانشغالك في حلحلة الملفات الشائكة و المشاكل العالقة..
و لكني أريد منك أن تمنح هؤلاء بعض الوقت لتنظر إلى ما يعانون منه، و تحاول بما لديك من إمكانيات أن تقف إلى جانبهم..
أريد منك أن تقف إلى جانبهم لأنهم الأساس و المهد الذي ستبنى عليه قواعد الدولة القادمة التي أفنيت عمرك في النضال من أجلها..
اعتبرهم كلواء عسكري أو كتيبة حتى، فرعايتهم واجبة كما هي رعاية الجنود من العسكر في الجيش و الأمن..
إمنحهم سكن يليق بمكانتهم كطلاب علم سينيرون لنا دروب المستقبل..
و حاول أن توفر لهم تغذية و تتكفل بوجباتهم الثلاث التي لا يتناول منها الكثير غير واحدة..
أثق فيك جيدًا بأنك ستكون لهم أقرب من أي شخص آخر..
إنهم في انتظار فيض كرمك أيها السلطان الثائر…!
#محمد_مقبل_ابو_شادي